الجمعة، 10 أبريل 2015

رحلة مقتنيات همنغواي إلي مكتبة جون كينيدي

       








بعد فترة وجيزة من إنتحار إرنست همنغواي عام 1961 ، أخبرت الحكومة الكوبية زوجته ماري همنغواي أنها ستحول فينيكا فيجا ( بيت هيمنغواي في كوبا ) إلي مٌتحف ، كان همنغواي قد انتقل للعيش في كوبا أواخر الخمسينات  .

بقي الفينيكا فيجا و مفروشاته و قبو ممتلئ بمخطوطات همنغواي في كوبا ، في وقت كانت فيه علاقة الولايات المتحدة بكوبا في غاية التوتر ، و لم يكن يٌسمح للأمركيين بالسفر لكوبا .

ويليام والتون ،صحفي ، فنان، و صديق لماري همنغواي منذ الحرب العالمية الثانية ، طلب من صديقه جون.ف.كينيدي مساعدة ماري في الوصول إلي كوبا ، و خلال ساعات نٌظم كل شئ لها .

زار فيدل كاسترو الفينيكا فيجا و سمح لماري بحمل صناديق من أوراق و مقتنيات همنغواي علي متن سفينة كانت متجهة إلي مدينة تامبا-فلوريدا ، و كل شئ أخر بقي هناك .

أشارت ماري في مقابلة لها  أن " إرنست لم يكن يتخلص من شئ سوي اغلفة مجلات و بضع صحف قديمة ، كان يضع أشيائه في أماكنها" .
قامت ماري و رفاقها بفرز مقتنيات همنغواي الجيد من غير المرغوب فيه و قامت بحرق الأخيرة في ملعب لكرة المضرب .


في عام 1935 كان همنغواي قد ترك بضع أوراق له في مخزن وراء حانة مهملة في فلوريدا ، وٌجدِت الأوراق فِي حَالة أقل من مِثالِية ، وجد هيكل لجرذ بينها ،  بينما كان مصدر ثلث أوراق همنغواي من زيارته لباريس عام 1956 حيث كان قد ترك الكثير من مخطوطاته في فندق ريتز .

بحثت ماري عن مكان تضع به ما جمعته من " مجموعة همنغواي" ، أرادت ماري أن يري الناس كيف كانت عملية الكتابة تتم من الفكرة الأولية حتي المراحل الأخيرة من النشر ، أرادت أن تضع المجموعة في مكان يكون لهمنغواي  له فيه تمييز شخصي ، و أعربت عن أملها أن يخصص مكان لصورة أسد إلتقطتها في رحلتهما لشرق إفريقيا و أطلق عليه همنغواي لقب " أسد ماري " .

في عام 1964 إلْتقت مارِي بجاكلِين ( سكرتيرة الرئيس كينيدي ) في حفل ، و بمحض الصدفة عرضت ماري ان تضع مجموعة همنغواي في مكتبة كينيدي ، و عندها كانت ماري تمارس هواية الصيد في جزر كايمان عندما حاول ممثلوا المكتبة الوصول إليها دون جدوي .
 تمت عملية التسليم عام 1968 ، و تم طرح أولي أوراق هيمنغواي للبحث في المكتبة عام 1975 ، ثم أٌفتٌتِحت غرفة همنغواي في المكتبة عام 1980 تحتوي علي كراسي مريحة و مقاعد كبيرة ترحب بالطلاب و عشّاق همنغواي من جميع الأعمار ، لرؤية رسائله و تذكراته و مخطوطاته و سجلات قصصه و منحوتة التماثيل الإفريقية و مشاهد للشوارع الكوبية .

هذا المقال كٌتب في شتاء 1992 في صحيفة برولجو ، دوية الأرشيف الوطني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق